![]() |
المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||
|
المنتدى :
جدل النص
![]() النص / أم اللول 2 تنامت أم اللول من ثقوب الباب , معلنة عن بزوغ ( تنورتها ) تبحث عن مؤبن ولكن لا أحد ... لا أحد ... لا أحد , لا أحد يجيبها , لا أحد يستطيع الوقوف في وجه الأرواح , كلهم يخافون اللعنة . أم اللول تحمل ( تنورتها) , وعينين غير صالحتين للبكاء , ووجها مصلوبا على عمود خيمة . القبيلة تنتظر ( تنورة ) أم اللول لتعلقها على حد سيف عنترة , ستقيم لها عرسا , وتفاخر بها بين القبائل , وتواري بها سوأتها . أم اللول هزي إليك بجذع الوشم عندما يحين مخاضك . تأوهت أم اللول تريد الخلاص . فاضت كربا , سقطت بقامتها الشامخة , وجسدها الطازج , والغواية التي لم تكتمل .. تبعتها الأرواح , جلست و رأسها على ركبة الأيام , تهش المخاض من شدة الألم , تصرخ , تشبك يديها , أنجبت حلما , سيصبح سيد القبائل كلها , وسيتزوج أربعة وأربعين امرأة في ليلة واحدة , وسينجب أربعة وأربعين أداميا .. أم اللول , مزقت السرَّ العالق برحمها , وركضت تبحث عنه ... , طافت بها الأصداف , والفناجين , والمارة المعتمرون بالتعب .. وطاف وجهه . ارتفعت قهقهات الأرواح وكأنها تقول لأم اللول : عودي لصومعتي , سأفتح لك أبواب خزائنها , سأملأ كأسك , وسنتهجى الغيب , ونشعل جوانبه وسنرقب معا أفراح ( المزاويم ) . أم اللول في موقف لا تحسد عليه .. تبحث عنه تناديه : يا حلم الشرفة .. يا نافورة دمي الأخضر أين أنت ؟ يرد عليها مِـنْ هناك , مِـنْ هنا : أنا هنا .. أنا هناك .. !! أنا هنا .. خلف ثرثرة الظل أصلي أنا وجرحك المسلوب الرغيف.. أجمع تفاصيل الحكاية , أقاسم أصدافك النزع ... أنا هناك .. أمد كفي أدف زورق الريح ... أقرأ وجه التيه .. وأنيخ عروق الرمل . ثم يصرخ حتى يملأ الدنيا , ويسأل هل من مؤبن ... ؟ لا أحد ... لا أحد يجيبه ... يقع مغشيا عليه , تمدُّ يدها وتنزعه بقوة , معلبة حزنها , تذيبه بابتسامة , وهي تقول : سيعود البحر , سيعود , كي يمنحنا أسماكا صغيرة وجميلة , وأصدافا تحمل على ظهرها أقدارنا ... تهمس في أذنه تخبره عن قرب قدوم الريح يرد عليها : أي ريح .. !!؟ تقول : تلك الراقدة خلف ضفائري القريبة مني قرب ضفائري .. يقترب الحلم يغازلها بتأبين براعم ( تنورتها ) ... والأصداف الموؤدة تسأل عن صعصعة , ووجهه المحنط في ذاكرة البؤس . هيا يا أم اللول اغسلي ضفائرك في شط التاريخ , اعتي عن أمر الأرواح , اعقري فنجانك , خضبي أصدافك , اجعليها تشبه كفك . تعبت أم اللول , جلست لتغني قرب مدفن الأصداف مخاطبة الريح : .............................. . زيب زيابا جيب الغيابا طياب معافى والى بيادوه والي بسيدي لي الشوق شوقين عابر طريقين وأشكى من البنين والى بيادوه واعني من اعني لا قادرة أهرج ولا قادرة اثنى والى بيادوه والي بسيدي .............................. ... ها هو غناء أم اللول يفك ضفائرها ويشقق طين عكرتها ويبعثرحُسن مفرقها.. هيا ارقصي يا أم اللول مع الراهبة الغجرية , ورشي أصباغك , وانثري شماسك , وحرري شعرك هيا (شمري ) وامسكي بيد الغجرية , بعد أن تنتهي من تطريز قماشها الأصفر . " ما أجمل تطريزها ! وما أرشقه على القماش الأصفر " !... غجرية لوركا تؤبن ( تنورة ) أم اللول , وتلفها في قماشها الأصفر بعد أن طرزته بالصهيل تارة , وبالوجع تارة أخرى , وتستحضر روح الشمس وتعيد الريش إلى وعيه , وتوصد النوافذ التي تطل منها غربة أم اللول .. وأنتَ هناك يوشك أن يشيخ على طريقك الغياب .. وتنبت سنين عجاف .. فهلّا اقتربت َقليلا ...! وما هي إلا لحظات حتى غاب وجهه .. ذهب إلى هناك جلس يراقب الوشم وهو ينبش قبر الأصداف تخرج الأصداف عارية تملأ مسامتها الخطيئة , صُرعت أم اللول , أخذت تخسف عليها من ندب جسدها , ذاكرة مخفورة بالأرواح ... تجري حافية , تناديه , لعل الظلام يتجشؤه , ولعل حلمها يصبح ( بصَّارا ) , يقضم الغيب , ويغني أغنياتها , لتعود أصدافها كما كانت تملأ جوفها بالحكايات , وتقتات على خيوط الدخان... هو .. يعلك ثدي الوشم , منصتا لحسيس رغبته في الموت على صدر الوشم... تقف بقربه أم اللول والذهول يحتل كل ملامحها متأملة أشلاء حلمها ... |
||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 2 | ||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
خالد السعن
المنتدى :
جدل النص
![]() مدخل : |
||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 3 | ||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
خالد السعن
المنتدى :
جدل النص
![]() طابت ليلتكم |
||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
طرق مشاهدة الموضوع | |
|
|